الأربعاء، 9 يوليو 2014

دعوى إثبات نسب


                                        دعوى إثبات نسب
إنه في يوم                     الموافق    /    /    
بناء علي طلب السيدة/ ..................... المقيمة بـ ............ ومحلها المختار مكتب الأستاذ / محمد عادل        المحامي بـ شبرا الخيمة اول – القليوبية.                                                                                        انا         محضر محكمة                  قد انتقلت و اعلنت :-
السيد/ ............. المقيم بـ ........ مخاطباً مع .....
السيد الأستاذ/وكيل نيابة محكمة الأسرة........... بصفته ويعلن سيادته بمقر عمله بمحكمة الأسرة الكائن ........... مخاطباً مع.........
                                   
وأعلنتهما بالأتى
بموجب عقد زواج غير موثق " زواج عرفي " ( ) مؤرخ   /   /        تزوجت الطالبة من المعلن إليه ، ودخل بها وعاشرها معاشرة الأزواج ، ولا تزال في عصمته حتى الآن " أو انتهت العلاقة الزوجية " ورزقت منه علي فراش هذه الزوجيه بالصغير ...... وحيث إنه وطبقاً للقاعدة الشرعية  " الولد للفراش " فطالبت الطالبة المعلن إليه ثبوت نسب الصغير له عملاً بقول رسول الله  نسب الولد إليه وتسجيله باسمه في السجلات المعدة لذلك إلا إنه رفض وأنكر نسب الصغير .
ومما يجدر الإشارة إليه أن المدعيه قد تقدمت إلى لجان تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة وتم............عملا بالمادة 6 من القانون رقم 10 لسنة2004
وعملاً بالثابت قضاءً : " دعاوى النسب لازالت باقية علي حكمها المقرر في المذهب الحنفي – فلا يشترط لسماع الدعوى بإثبات النسب وصحتها إذا كان سببه زواج صحيح أن يكون هذا الزواج ثابتاً بوثيقة رسمية ، وإنما يصدق عليه هذا الوصف ويصح سبباً لإثبات النسب باعتباره كذلك متي حضره شهود و استوفي أركانه وسائر شروط صحته شرعاً سواء وثق رسمياً أو أُثبت بمحرر عرفي أو كان بعقد غير مكتوب "  " طعن رقم 44 لسنة 51ق أحوال شخصية جلسة 16/3/1982"
وحيث إنه والأمر هكذا يهم الطالبة إقامة هذه الدعوى بطلب ثبوت نسب الصغير...... من الطالب لولادته علي فراش الزوجية.
                                     
بنـاء علــيه
أنا المحضر سالف الذكر انتقلت في تاريخه أعلاه إلي حيث محل إقامة المعلن إليه وأعلنته بصورة من هذه الصحيفة وكلفته الحضور أمام محكمة الأسرة............... الكائنة بـ ................ بجلستها المنعقدة علناً بدارها يوم ...... الموافق / / الساعة الثامنة صباحاً أفرنكي لسماعه الحكم بثبوت نسب الصغير ......... منه وإلزامه بعدم التعرض لها في هذا الشأن مع إلزامه باتخاذ كافة الإجراءات الإدارية فيما يتعلق بقيد الصغير باسمه في الجهات الإدارية المخصصة لذلك ، مع تحمله المصاريف ومقابل أتعاب المحاماة .


الثلاثاء، 8 يوليو 2014

إشكال فى تنفيذ حكم جنائى


إشكال فى تنفيذ حكم جنائى
مرفوع إلى السيد المستشار / المحامى العام لنيابة ........ الكلية
من المحكوم عليه .......... عن الحكم الصادر ضده من الدائرة رقم ........ بمحكمة استئناف ....... جنايات ......... والمقيدة برقم ......... لسنة ......... كلى ..........
الوقائع والإجراءات :
 وجيز وقائع الإسناد مستخلصة من سائر الاوراق وما تم فيها من تحقيقات ( يذكر موجز للوقائع والإجراءات ) وقد نظرت الدعوى بجلسة    /   /   وفيها انكر المتهم الطاعن التهمة وشرح دفاعه ظروف الدعوى والتمس القضاء ببراءة المتهم مما اسند اليه ولكن المحكمة قضت بمعاقبته ........ ( يذكر منطوق الحكم ) والطالب يستشكل في هذا الحكم اعمالا للحق المقرر له بمقتضى نص المادة 254 من قانون الاجراءات الجنائية وما بعدها وذلك للاسباب الاتية :
السبب الأول :- أن المستشكل قد طعن بالنقض فى الحكم المستشكل فى تنفيذه وقيد الطعن برقم ...... بتاريخ ........ تتابع نيابة ........ وبتاريخ ........ أودعت اسباب النقض فى الميعاد ( تقدم صورة من صحيفة الطعن بالنقض ضمن المستندات ) والحكم مرجح الإلغاء للأسباب الواردة بصحيفة الطعن  .
السبب الثاني :- يتعلق بأهلية المحكوم عليه وعدم استطاعته صحيا لتنفيذ العقوبة ويظهر ذلك من المستندات المقدمة وقد سبق للطالب ان تقدم للنيابة العامة بطلب إرجاء التنفيذ لسوء حالته الصحية ( يذكر موقف النيابة أو ما تم من إجراءات )
السبب الثالث :- أن المحكوم عليه قد تصالح مع المجنى علية ( المدعى بالحق المدنى ) بعد صدور الحكم مباشرة وهذة واقعة جديدة جدت بعد صدور الحكم ولاشك فى ان هذا التصالح لو قدم لغير وجه الحكم
لــــذلـك
يلتمس المستشكل من السيد المستشار المحامى العام لنيابة .......... الكلية بعد الاطلاع على هذا الاشكال الأمر بوقف تنفيذ الحكم مؤقتا ريثما يفصل فى موضوع الاشكال مع التفضل بإحالته إلى المحكمة المختصة للقضاء فى الاشكال بقبوله شكلا وفى الموضوع بوقف تنفيذ الحكم المستشكل فيه مؤقتا لحين الفصل فى الطعن بالنقض المقام .                                                      
                                                                                                                     وكيل المستشكل
                                                                      محمد عادل 
                                                                                                                         المحامى
                                                                                  

   جنحة مباشرة تبديد (إيصال أمانة)


                           جنحة مباشرة تبديد (إيصال أمانة)
أنه في يوم............ الموافق .................
بناءً على طلب السيد / ................. والمقيم في.............. ومحله المختار مكتب الأستاذ
/محمد عادل المحامى الكائن  مكتبه شبرا الخيمة أول – القليوبية .
انتقلت أنا / ...................... محضر محكمة ................... حيث إقامة
1- السيد / ................... المقيم في ..................
مخاطباً مع /
2- السيد الأستاذ / وكيل نيابة ...... ( بصفته ) ويعلن سيادته بسراي النيابة
مخاطباً مع /
                                                         وأعلنتهما بالآتي :

يداين الطالب المعلن إليه الأول بمبلغ . . .  جنيه ( . . . . . . . . . . . . . . . . . .  جنيه فقط لا غير ) بموجب إيصال أمانة مستحق السداد ورغم مطالبة الطالب للمعلن إليه الأول مرارا وتكرارا بدفع قيمة الإيصال إلا أنه أصم السمع ورفض إجابة الطالب لطلبه ولما كان ما اقترفه المعلن إليه الأول يقع تحت طائلة القانون ويشكل جريمة التبديد المعاقب عليها بالمادة 341 من قانون العقوبات .
ولما كان ما اقترفه المعلن إليه الأول قد أصاب الطالب بأضرار مادية وأدبية بالغة الأمر الذي يحق له والحال كذلك أن يدعى مدنيا بمبلغ 51 جنيها على سبيل التعويض المدني المؤقت .
ولما كان يهم الطالب إعلان سيادة المعلن إليه الثاني بصفته المنوط به مباشرة الدعوى الجنائية بعد أن قام الطالب بتحريكها.
بنــاءً عليــــــــه
أنا المحضر سالف الذكر قد انتقلت حيث إقامة المعلن إليهما وسلمت لكل منهما صورة من هذه الصحيفة للعلم بما جاء بها ولنفاذ مفعولها قانونا وكلفتهما بالحضور أمام محكمة جنح........ الكائنة في.........وذلك في تمام الساعة التاسعة وما بعدها من صباح يوم . . . . . .  الموافق . . . / . . . / . . . ، ليسمع المعلن إليه الأول في مواجهه المعلن إليه الثاني الحكم بعقوبة المادة 341 من قانون العقوبات لأنه بتاريخ . . . / . . . / . . . . تسلم مبلغ . . .  جنيه ( . . . . . . . . . . . . . . . . . .  جنيه فقط لا غير ) من الطالب على سبيل الأمانة بموجب إيصال أمانة ورفض سداده عند مطالبة الطالب له ، مع إلزامه بأن يؤدى للطالب مبلغ 51 جنيها على سبيل التعويض المدني المؤقت

الأربعاء، 2 يوليو 2014

مذكرة علاوات خاصة

مذكرة بدفاع
السيد/                                                                                   مدعى
ضــــــــــــــــــــــد
السيد/                                                                       مدعى عليه
                            
فىى الدعوى رقم                           لسنه        ق
و المحدد لنظرها جلسة       /      /  
الوقائـــــــــع
أقام الطالب دعواه بموجب صحيفة اودعت قلم كتاب المحكمة طالباً فى ختامها :-
اولاً:- قبول الدعوى شكلاً
ثانياً :- أحقية المدعى فى إحتساب العلاوات الخاصة على اساس بداية الاجر مضافاً الية قيمة ما حل ميعاد ضمه من علاوات خاصة و حسابها بشكل تراكمى وفقا لقوانين منح العلاوات الخاصة و هى (101لسنه87)(149لسنه88)(123لسنه89)(13لسنه90)(13لسنه91)(29لسنه92)(174لسنه93) (203لسنه94)(23  لسنه95)(85 لسنه96)( 82لسنه97)( 90لسنه98)(19 لسنه99)( 84لسنه2000) ( 18لسنه2001)( 149لسنه2002)( 89لسنه2003)( 86لسنه2004)(92 لسنه2005)(85 لسنه2006)    
ثالثاً :تصويب قيمة العلاوات الخاصة الممنوحة للطالب والمقررة بالقوانين أرقام
 (77لسنه2007 (14لسنه2008 )(128لسنه2009) (70لسنه2010)(مرسوم بقانون رقم 2 لسنه 2011 ) بحيث تكون قيمة كل منها محسوبه بنسبتها  من قيمة الأجر الاساسى للمدعى  وقت التعيين  المبتدأ فى 1/8/2011 و ما يترتب على ذلك من آثار و صرف الفروق المالية.    




الدفاع
اولاً:- قبول الدعوى شكلاً :-
حيث ان الدعوى الماثلة امام عدالتكم  تعد من  قبيل دعاوى الاستحقاق التى لا تتقيد بمواعيد و إجراءات دعوى الالغاء المنصوص عليها بالمادة (24) من قانون مجلس الدولة رقم 47 لسنه1972 و استيفاء الدعوى سائر أوضاعها الشكلية  الاخرى المقررة قانونا و منها اللجوء الى لجنه فض المنازعات فمن ثم تكون الدعوى مقبولا شكلاً . 
ثانياً:-  احقية المدعى فى احتساب علاواته الخاصة  على اساس بداية الاجر مضافاً الية قيمة ما حل ميعاد ضمه من علاوات خاصة و حسابها بشكل تراكمى :-
ذهب الفقه فى تعريفه للعلاوة على انها " مبالغ مالية تضاف الى اصل المرتب تشجيعاً للعامل من ناحية و لكى يتمكن من مواجهة أعباء الحياة المتزايدة بتقدمة فى السن من ناحية أخرى."
(د/ الطماوى – مبادىء علم الادارة العامة- ص379)
*و من هذا المنطلق و تحقيقاً لهذه الغاية درج المشرع على منح العاملين المدنيين بالدولة اعتباراً 1/7/87 علاوة خاصة تحسب بنسبه معينة من أجورهم الاساسية وذلك بدءاً من القانون رقم 101 لسنه 87 حتى العلاوة الخاصة المقررة بمرسوم بقانون رقم 2 لسنه2011 ، و هذا ما افصحت عنه بوضوح الجمعية العمومية للفتوى و التشريع بقولها:-
" ان ضم العلاوات الخاصة للاجور الاساسية هو تعديل تشريعى لجدول الاجور مفاده زحزحه الحد الادنى و الاعلى لهذه الاجور و ان القول بغير ذلك يتنافى مع الحكمة التى توخاها المشرع من تقرير العلاوات الخاصة و ضمها للاجور الاساسية للعاملين و المتمثلة فى معالجة مشكلة انخفاض مستويات الاجور و تخفيف معاناة العاملين فضلا عن ان هذه الزيادات أتت بأحكام تشريعية لاحقة لتقرير الحد الادنى و الاقصى و هى من ثم تنسخ كل حكم من شأنه أن يتعارض معها و فى حدود هذا التعارض" 
(فتوى الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة ملف رقم 86/4/1357 بتاريخ 20/11/1997 رقم التبليغ 1260 – فى هذا المعنى ايضا فتوى الجمعية العمومية لقسمى الفتوى والتشريع بمجلس الدولة ملف رقم86/4/1357 بتاريخ 20/11/1997 رقم التبليغ 1260)    
 **و هذا يعنى ان اضافة العلاوات الخاصة بدءاً من القانون رقم 29 لسنه1992 الى الاجر الاساسى هو فى حقيقة الامر تعديل لجدول الاجور المنصوص علية فى القانون رقم 47 لسنه 1978 بشأن العاملين المدنيين بالدولة و المعدل بالقانون رقم 115 لسنه 1983 ، حيث ان من يعين بعد الاول من يوليو 1992 تقوم جهة الادارة بتحديد بداية مربوط الدرجة بواقع 48 جنية للمؤهلات العليا فى حين ان المشرع بإضافة العلاوة الخاصة المقررة الممنوحة للعاملين المدنيين بالدولة فى الاول من يوليو 1987 و التى تقدر ب 20%أى بواقع 9.6 جنية اذا كان الاجر الاساسى فى ذلك الوقت ، فان بداية الاجر لمن يعين اعتباراً من الاول من يوليو 1992 تكون  57.6 جنية و ليس 48 جنية و الدليل على ذلك نص المادة الرابعة من جميع القوانين الخاصة التى تقرر ضم العلاوات الخاصة  الى الاجر الاساسى و التة تنص صراحة على انه تضم الى الاجور الاساسية للخاضعين لاحكام هذا القانون العلاوات الخاصة المقررة بالقوانين التالية من التاريخ المحدد قرين كل منها و لو تجاوز العامل  بها نهاية ربط الدرجة  أو المربوط الثابت المقرر لوظيفته أو منصبه ............ و يعامل بذات المعاملة المقررة من يعين اعتباراً من أول يوليو سنه.......و هكذا.
إضافة العلاوة الخاصة لعام 1987 بنسبه 20%من المربوط 48ج لاساسى الدرجة عام 1992 أى 57.60 جنية.
إضافة العلاوة الخاصة لعام 1988 بنسبه 15%من المربوط 48ج لاساسى الدرجة عام 1993 أى 64.80جنية.
إضافة العلاوة الخاصة لعام 1989 بنسبه 15%من المربوط 48ج لاساسى الدرجة عام 1994 أى 72جنية.
إضافة العلاوة الخاصة لعام 1990 بنسبه 15%من المربوط 48ج لاساسى الدرجة عام 1995 أى 79.20 جنية.
إضافة العلاوة الخاصة لعام 1991 بنسبه 15%من المربوط 48ج لاساسى الدرجة عام 1996 أى 86.40 جنية.
ثم يبدأ الخطأ الفادح (المتعمد) من قبل جهة الادارة –ادارة الاستحقاقات بالقطاع – عند إضافة العلاوات التالية لاساسى الدرجة كما يلى :-
·        عند حساب علاوة 1992 التى ستضاف عام 1997 و كانت 20% يتم احتسابها من بداية المربوط أى من 48ج=4.80 ج
لكن الحساب الصحيح لها(من اساسى 57.60 أساسى عام 1992)اساسى 1997: 86.40+11.52=97.92جنية
·        عند حساب علاوة 1993 التى ستضاف عام 1998 و كانت 10% يتم احتسابها من بداية المربوط أى من 48ج=4.80 ج
لكن الحساب الصحيح لها(من اساسى 64.80أساسى عام 1993)اساسى 1998: 97.92+6.48=104.40جنية
·        عند حساب علاوة 1994 التى ستضاف عام 1999 و كانت 10% يتم احتسابها من بداية المربوط أى من 48ج=4.80 ج
لكن الحساب الصحيح لها(من اساسى 72.60 أساسى عام 1994)اساسى 1999: 104.40+7.2011.52=111.60جنية
·        عند حساب علاوة 1995 التى ستضاف عام 2000 و كانت 10% يتم احتسابها من بداية المربوط أى من 48ج=4.80 ج
لكن الحساب الصحيح لها(من اساسى 79.20 أساسى عام 1995)اساسى 2000: 111.60+7.92=119.52جنية
·        عند حساب علاوة 1996 التى ستضاف عام 2001 و كانت 10% يتم احتسابها من بداية المربوط أى من 48ج=4.80 ج
لكن الحساب الصحيح لها(من اساسى 86.40 أساسى عام 1996)اساسى 2001: 119.52+8.64=128.16جنية.                                                                                                                                                        وعلى الرغم مما تقدم من وضوح نصوص القانون و صراحة عبارته إلا ان هذا الخطأ المتعمد   من قبل الجهة الادارية ( قطاع الفنون التشكيلية)ليس خطأمادى لوجوده فى معظم الجهات الادارية بالدولة و الذى ينم إما عن جهل فى فهم القانون و تفسيره أو تحايلاً علية و إلتفافاً حول مقصده حتى يتم حرمان الموظف من ابسط حقوقه و هو راتبه حيث قامت ادارة الاستحقاقات  بالقطاع بحساب العلاوات الخاصة المقررة للمدعى على النحو المقرر بقوانين العلاوات الخاصة عن طريق جمعها دفعة واحدة مخالفة بذلك عن عمد وقصد نص المادة الرابعة من جميع القوانين المقررة للعلاوات الخاصة  الامر الذى يجعل من مسلكها ذلك مخالفاً للقانون و تحايل عليه.
حيث ان الطريقة الصحيحة لحساب هذه العلاوات ان تكون قيمة كل علاوة محسوبة بنسبتها من قيمة الاجر الاساسى للمدعى وقت تعيينه المبتدأ فى 1/8/2011 و ذلك بشكل تراكمى على النحو سالف الذكر.
مع ملاحظة ان الجهة الادارية لم تبدى ثمة إعتراض على هذا الطلب الامر الذى يعد اقراراً منها بأحقية الطالب فى طلبه لمشروعيته فى ذلك.
ثانياً:-أحقية الطالب فى تصويب قيمة العلاوات الخاصة الممنوحة له والمقررة بالقوانين أرقام (77لسنه2007 (14لسنه2008 )(128لسنه2009) (70لسنه2010)(مرسوم بقانون رقم 2 لسنه 2011 ) بحيث تكون قيمة كل منها محسوب بنسبتها  من قيمة الأجر الاساسى للمدعى  وقت التعيين  المبتدأ فى 1/8/2011 :-
نصت المادة 40 من قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 47 لسنه 1978 و المعدل بالقانون رقم 115 لسنه1983 على ان(تحدد بداية ونهاية أجور الوظائف بكل درجة وفقاً لما ورد فى الجدول رقم (1) المرافق).
وجاءت المادة الرابعة من القانون رقم 29لسنه1992 بتقرير علاوة خاصة للعاملين المدنيين بالدولة و ضم العلاوات الاضافية الى الاجور الاساسية تنص على أن :"تضم الى الاجور الاساسية للخاضعين لأحكام هذا القانون العلاوات الخاصة المقررة بالقوانين التالية من التاريخ المحدد قرين كل منها ولو تجاوز العامل بها نهاية ربط الدرجة أو المربوط الثابت المقرر لوظيفته أو منصبه:-
·         العلاوة المقررة بالقانون رقم 101 لسنه 1987 اعتباراً من اول يوليو سنه 1992
·        العلاوة المقررة بالقانون رقم 149 لسنه 1988 اعتباراً من اول يوليو سنه 1993
·        العلاوة المقررة بالقانون رقم 123 لسنه 1989 اعتباراً من اول يوليو سنه 1994
·        العلاوة المقررة بالقانون رقم 13 لسنه 1990 اعتباراً من اول يوليو سنه 1995
·        العلاوة المقررة بالقانون رقم 13 لسنه 1991 اعتباراً من اول يوليو سنه 1996
·        العلاوة المقررة بهذا القانون اعتبارا من اول يوليو سنه 1997 .
و حيث لا يترتب على الضم وفقا للفقرة السابقة حرمان العامل من الحصول على العلاوات الدورية او التشجعية او الاضافية طبقا للاحكام المنظمة لها فى القوانين او اللوائح و ذلك بافتراض عدم ضم العلاوات الخاصة المشار اليها.
و حيث انه قد تعاقب صدور القوانين المانحة للعلاوات الخاصة للعاملين المخاطبين بأحكامها و نص فى كل منا على نسب هذه العلاوة و تاريخ استحقاقها كالقوانين أرقام 203لسنه 1994 (تضم العلاوة اعتباراً من أول يوليو 1999)، 23 لسنه 1995(تضم العلاوة اعتباراً من أول يوليو2000) 85لسنه1996(تضم العلاوة اعتباراً من أول يوليو2001) 85لسنه1996 ،82لسنه1997 ،90لسنه1998 ،19لسنه1999 ...................الخ .
***و حيث ان مفاد ما تقدم ان المشرع قد درج على منح العاملين المدنيين بالدولة اعتبارا من 1/7/1987 علاوة خاصة تحسب بنسبه معينة من أجورهم الاساسية و ذلك بدء بالقانون رقم 101 لسنه 1987 و ما تلاه من قوانين مقرره لهذه العلاوات و قد ظلت هذه العلاوات حتى 1/7/1992 تاريخ العمل بالقانون رقم29 لسنه 1992 تحسب على اساس الاجر الاساسى للعامل فى تاريخ تقريرها أو عند تاريخ تعيينه لمن يعين بعد ذلك الا انها تصرف منفصلة عن الاجر الاساسى غير مندمجة فيه و اعتبارا من             1/7/ 1992 تقرر بمقتضى هذا القانون سالف الذكر ضم هذه العلاوات الخاصة تباعاً فى سنوات متتالية الى الاجر الاساسى للعامل بحيث ضمت العلاوة المقررة رقم 101لسنه 1987 الى الاجر الاساسى للعامل فى 1/7/ 1992  و تضم العلاوة بالقانون الذى يليه رقم 149لسنه 1988الى الاجر الاساسى فى 1/7/1993  و هكذا تباعاً حتى تضم  جميع العلاوات الخاصة  الى الاجور الاساسية و تضحى بذلك جزء من الاجر الاساسى للعامل .
***و حيث انه اعمالاً لما تقدم على واقعات الدعوى الماثلة و لما كان الثابت من الاوراق ان المدعى عين بقطاع الفنون التشكيلية بتاريخ 1/8/2001 (مستند رقم          )و يشغل حالياً وظيفة محام بالدرجة الثالثة التخصيصة بالمجموعة النوعية لوظائف القانون بإدارة الشئون القانونية بالقطاع (مستند    رقم          ) ، و من ثم فان العلاوات الخاصة المستحقة له يجب ان تحسب على اساس  بداية مربوط الدرجة الثالثة التخصيصة (48جنية) مضافاً اليه قيمة ما حل ميعاد ضمه من علاوات خاصة و هى العلاوات المقررة بمقتضى القوانين أرقام(101لسنه87)(149لسنه88)(123لسنه89)(13لسنه90)                                                                              (13لسنه91)(29لسنه92)(174لسنه93) (203لسنه94)(23  لسنه95)(85 لسنه96)( 82لسنه97)         ( 90لسنه98)(19 لسنه99).........الخ و ذلك بالنسب و فى المواعيد التى قررتها تلك القوانين .
*** إلا أن الجهة الادارية (قطاع الفنون التشكيلية)  قد خالفت هذا النظر – عن عمد -  عند احتسابها لأجر المدعى و قامت بحساب العلاوات الخاصة التى لم يحل ميعاد ضمها بعد التعيين و هى العلاوات الخاصة المقررة بالقوانين أرقام  (77لسنه2007 (14لسنه2008 )(128لسنه2009) (70لسنه2010)(مرسوم بقانون رقم 2 لسنه 2011 ) بإعتبار أن الاجر الاساسى لتعيينى (المدعى) هو مبلغ 48 جنية فى حين أن بداية تعيين المدعى هو مبلغ (219جنية) الامر الذى يجعل من مسلكها مخالفاً لصحيح القانون  ،إذ كان يتعين عليها حساب هذه العلاوات من هذا الاجر (219جنية)،  الامر الذى يتعين معه و الحال كذلك القضاء بأحقية المدعى فى إعادة حساب العلاوات الخاصة المقررة له على اساس بداية الاجر مضافاً إليه قيمة ما حل ميعاد ضمه من علاوات خاصة ، مع ما يترتب على ذلك من آثار و فروق مالية .
بناءً عليه
يلتمس الطالب الحكم له:-
اولاً:- قبول الدعوى شكلاً
ثانياً :- أحقية المدعى فى إحتساب العلاوات الخاصة على اساس بداية الاجر مضافاً الية قيمة ما حل ميعاد ضمه من علاوات خاصة و حسابها بشكل تراكمى وفقا لقوانين منح العلاوات الخاصة و هى (101لسنه87)(149لسنه88)(123لسنه89)(13لسنه90)(13لسنه91)(29لسنه92)(174لسنه93) (203لسنه94)(23  لسنه95)(85 لسنه96)( 82لسنه97)( 90لسنه98)(19 لسنه99)( 84لسنه2000) ( 18لسنه2001)( 149لسنه2002)( 89لسنه2003)( 86لسنه2004)(92 لسنه2005)(85 لسنه2006)    
ثالثاً :تصويب قيمة العلاوات الخاصة الممنوحة للطالب والمقررة بالقوانين أرقام
 (77لسنه2007 (14لسنه2008 )(128لسنه2009) (70لسنه2010)(مرسوم بقانون رقم 2 لسنه 2011 ) بحيث تكون قيمة كل منها محسوبه بنسبتها  من قيمة الأجر الاساسى للمدعى  وقت التعيين  المبتدأ فى 1/8/2011 و ما يترتب على ذلك من آثار و صرف الفروق المالية.                                                                        
       مقدمة لسيادتكم

المحامى

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

دليلك إلى السعادة

المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وأما بعد:
لا شك أن التماس السعادة في الحياة هو غاية ما يطمح إليه الإنسان، وما الأعمال اليومية التي يزاولها الإنسان في هذه الدنيا، إلا مظاهر جلية للبحث عن السعادة والطمأنينة والراحة.
وما الحروب والقلاقل والفتن الحادثة بين البشر إلا وسائل ينتهجها الناس بحثًا عن الرقي والسعادة واللذاذة بالحياة.
كل من في الوجود يطلب صيدًا



غير أن الشباك مختلفات

ولقد اختلفت نظرات الناس للسعادة، وغابت عن كثير منهم سبل تحقيقها ونيلها، وجهل عامتهم حقيقتها ووسائلها!! وما سبيلها إلا الإيمان بالله والعمل الصالح وما يتفرع عنهما من وسائل، وفي هذا الكتاب نذكر أهم الوسائل الموصلة إلى السعادة، لعل الله أن ينفع بها الخلق ويهديهم إلى سبيل الحق إنه هو البر الرحيم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حقيقة السعادة
إن تحقيق مفهوم السعادة في الحياة هو غاية طموح كل إنسان في الوجود، ولأن اختلف الناس في سلوك طريقها ووسائلها إلا أنهم جميعًا يتفقون على أنها الملاذ الآمن، والمستقر الأوحد للتخلص من نكد الحياة.
ولم يكن لذلك الاختلاف أن يوجد بين البشر لولا الجهل بحقيقة السعادة والتفاوت البين في تحديد مفهومها الشامل في الوجود.
فلقد تناولت الدراسات الإنسانية ظاهرة السعادة بنوع من التحليل والتعريف، ولم تلبث أن تنازعت في إدراك حقيقتها ووسائلها جل تلك الدراسات بل كلها.. فهي تتعامل مع الظواهر الإنسانية عامة ومن بينها السعادة بمناهج  علمية تستمد أصولها ومبادئها من الإنسان ذاته، انطلاقًا من حياته اليومية وفق عمليتي التتبع والاستقراء لتحولاته المادية والعضوية والنفسية والاجتماعية، أو ربما اعتمدت في تحليلها على قواعد مبنية على  أساس التصور المادي للحياة.
وكان من نتاج الجهل بحقيقة السعادة والزيغ عن مفهومها الصحيح في الحياة، أن خرجت تلك المدارس في الغرب (أوربا وأمريكا..) بدراستها الإنسانية تلك..؟ أجيالاً لم تتذوق قط طعم السعادة.. ولم تعرف لها سبيلا أو طريقًا.. وأصبح التيه والتخبط والشقاء والقلق مميزات الإنسان الغربي فقيره وغنيه كبيره وصغيره راعيه ومرعيه.
وبدت مظاهر التعاسة والشقاء واضحة مكشوفة على وجوه الغرب المادي.. وتتفاوت تلك المظاهر بين مدمن ومريض، ومصروع ومهموم ويائس وبائس وتائه ومنتحر }وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{.
ولم يكن للإنسان أي إنسان أن يتيه عن طريق السعادة لولا تيه عقل الإنسان عن إدراك حقائق الوجود العامة، وتيه نفس الإنسان عن واقع الربط بينهما وبين تلك الحقائق كلها، ومن هنا ندرك أن التخبط العقدي هو سبب الحيدة والزيغ عن إدراك معنى السعادة وسبب الانحراف عن مفهومها الصحيح في الحياة.
ومن هنا ندرك أيضًا أن الدراسات الإنسانية والنفسية والاجتماعية التي ينشرها الغرب أو أبناؤه الذين تربوا في مدارسه، لا يمكنها أن تدلنا بأي حال على حقيقة السعادة وسبيلها، وكم هي كثيرة مقالاتهم عن السعادة في نوادينا ومكتباتنا!! ولو كانت تنفع في تحقيق السعادة وتجسيدها لحققتها في ديار الغرب أولاً.. ولرفعت عنه ما يعيشه من دمار نفسي وانهيار عصبي مكشوف.
أخي المسلم: يا من هداك الله إلى نوره ويقينه، وأيقظ روحك وفكرك لدينه، وألبسك بفضله حلل الإيمان، وزودك بمنه بزاد التقوى، اضرب بعينك في ديار الكفر.. فلن ترى إلا الظلام والشقاء، وألوان الوباء، والضنك والبلاء، والفسوق والعقوق، والعصيان والكفران، وتأمل فيما هداك الله إليه. وما دلك عليه من طيبوبة الحياة الدنيا، وحيوان الآخرة، واذكر ما علمك الله إياه.. من قصص الأولين والآخرين في الكتاب المبين، وسنة سيد المرسلين e لتدرك من طريق الحق سبيل السعادة وطعم اللذاذة في الحياة.
وتذكر أنك بإسلامك لا يمكن أن تستمد حقائق الوجود من أي مصدر كان غير الإسلام المتمثل في الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة رضوان الله عليهم.. ومن أهم تلك الحقائق- حقيقة السعادة!! فلا يحل لك – وأنت مسلم- أن تلتفت لأحد يدلك عليها سوى الله – جل وعلا- بما بينه لك في كتابه وسنة رسوله e فهو خالق الإنسان وخالق السعادة والعالم بما خلق }أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ{ ولقد بين الله جل وعلا طريق السعادة وحقيقتها في آية وجيزة في القرآن الكريم }طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى{ فدل المفهوم الواضح لهذه الآية أن الإسلام طريق السعادة وسبيل تحقيقها في الحياة. وأنه لا سبيل لنيل السعادة في الدنيا إلا بالإسلام فكل مسلم سعيد!! وعلى قدر التزامه بالإسلام تكون سعادته في الدنيا والآخرة مهما كان حاله في الدنيا.
وكل كافر شقي!! وعلى قدر كفره تكون شقاوته في الدنيا والآخرة مهما كان حاله في الدنيا.. ومن هنا نعلم أن حقيقة السعادة هي: اطمئنان يخلقه الله في قلوب المؤمنين ويحفظه عليهم بما يشاء فيتولد عن ذلك طيب الحياة الدنيا وحسن العاقبة.
فما هي وسائل هذا الاطمئنان؟

وسائل تحقيق السعادة
فإذا علمت أن معنى السعادة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالدين الحق الذي هو الإسلام، وأن أسعد الناس ألزمهم للإسلام وأكثرهم عملاً بدين الله جل وعلا، فاعلم أن وسائل تحقيق السعادة ودفع الهموم عن النفس تنقسم إلى قسمين:
وسائل علمية - ووسائل عملية.
أما الوسائل العلمية: فهي إدراك حقيقة العبودية لله سبحانه بمعرفة الله جل وعلا ومعرفة ربوبيته، وألوهيته وأسمائه وصفاته، والإيمان الجازم به، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وإدراك حقيقة الدين، ومدى تزكيته للنفس والروح والبشر جميعًا، فإن إدراك التوحيد ومعانيه، وتعظيم شعائر الله في القلب، يقوي النفس على تحمل أعباء الحياة ويشغل الفكر والروح عن الانصياع لمكدرات السعادة ومصارع الهم والغم والحزن.
وهذه الوسائل هي قوة علمية تقوي النفس وتبعث فيها العزم على السير نحو السعادة بثبات العقيدة وإيمان، لأنها دليل التصور الصحيح لمعاني الحياة والوجود ومعاني الموت والمصير، ومعاني السراء والضراء، والنعم والبلاء لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى «من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية»([1]).
وقال رحمه الله تعالى: فليس في الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه إلا الله سبحانه ومن عبد غير الله وإن أحبه – وحصل به مودة في الحياة الدنيا ونوع من اللذة فهو مفسدة لصاحبه أعظم من مفسدة التذاذ أكل الطعام المسموم ([2]) .
وأما الوسائل العملية: فهي توطين النفس على مواجهة الحياة بالمجاهدة والمصابرة، والاستعانة بالله، جل وعلا- والتوكل عليه في سائر الأعمال والأحوال والأقوال، والقناعة والشكر، والرضى بالقضاء والقدر، واتخاذ وسائل انشراح الصدر وطمأنينة النفس كما ورد في الكتاب والسنة، كالذكر والصلاة والتنفل والتبتل والإحسان إلى الخلق، والعفو عن الناس، والرحمة بهم، وكظم الغيظ وبذل المعروف، والتوبة والإنابة والدعاء، والاستشارة في الأمور والاستخارة فيها، وغير ذلك مما سنبينه في هذا الكتيب بالتفصيل إن شاء الله تعالى.
ومهما كثرت أساليب الناس في البحث عن السعادة فإنهم لن يبلغو هدفهم المنشود في هذه الحياة إلا بالعبودية لله جل وعلا والعمل بما تقتضيه من أفعال وأحوال وأقوال.
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في هذا المعنى: «وإنما أكل من أكل، وشرب من شرب ونكح من نكح، ولبس من لبس، ولعب من لعب، واكتن من اكتن، وركب من ركب، ومشى من مشى و تودع من تودع، ليطردوا عن أنفسهم أضداد هذه الأفعال، وسائر الهموم».
وفي كل ما ذكرنا – لمن تدبره- هموم حادثة لا بد لها من  عوارض تعرض من خلالها، وتعذر ما يتعذر منها، وذهاب ما يوجد منها، والعجز عنه لبعض الآفات الكائنة وأيضًا نتائج سوء تنتج بالحصول على ما حصل عليه من كل ذلك من خوف منافس، أو طعن حاسد، أو اختلاس راغب، أو اقتناء عدو مع الذم والإثم وغير ذلك.
ووجدت العمل للآخرة سالمًا من كل عيب، خاليًا من كل كدر، - موصلاً إلى طرد الهم على الحقيقة، ووجدت العامل للآخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم، بل يسر، إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عون له على ما يطلب، وزايد في الغرض الذي إياه يقصد، ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم، إذ ليس مؤاخذًا بذلك، فهو غير مؤثر فيما يطلب، ورأيته إن قصد بالأذى سُر، وإن نكبته نكبة سُر، وإن تعب فيما سلك فيه سُر، فهو في سرور أبدًا وغيره بخلاف ذلك أبدًا.
فاعلم أنه مطلوب واحد وهو طرد الهم وليس إليه إلا طريق واحد وهو العمل لله تعالى فما عدا هذا فضلال وسخف ([3]) .
فالسعادة: مطلب يشترك في إرادة تحصيله كل البشر، ولكن لا طريق له إلا طريق العلم والعمل، فهما السبيل نحو السعادة في الدنيا والآخرة، وكل وسائل السعادة إنما هي فروع عن هاتين الوسيلتين وتفصيل لهما.
وإليك أخي الكريم أهم وسائل تحقيق السعادة.
صحة الاعتقاد
وهذه الوسيلة هي أم الوسائل وأصلها، وشرط لازم لتحصيل السعادة في الحياة فلا يمكن لفاسد المعتقد أن يظفر بالسعادة مهما قدم من وسائل إليها لأن السعادة مدارها على الاطمئنان والاطمئنان محله القلب، ولا حياة للمحل إلا بالإيمان واليقين.
لذلك قال الله جل وعلا }مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{.
الإيمان بالله: فالإيمان هو دليل السعادة في الحياة، لأنه يتضمن الفقه الصحيح لكل مفرداتها غيبها وحضورها ولأنه يستلزم السير وفق النهج الصحيح الذي بينه الله جل وعلا للمؤمن في التعامل مع تلك المفردات كلها.
فالإيمان يدل على الطريق الصحيح لمعرفة الله – جل وعلا- بألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وأنه سبحانه هو الخالق الرازق العليم الحكيم اللطيف الخبير، القادر القاهر، فلا يحل لمخلوق أن يعصاه ولا سعادة لمخلوق إلا بإذنه ورضاه، له الحكم وإليه المآب.
وهذه المعاني المتولدة عن معرفة الله تدفع المؤمن إلى طاعة الله والعمل بأمره، وتحقيق مراده واجتناب نهيه، رغبة في رضاه الذي هو سبيل السعادة والفلاح وخوفًا من سخطه الذي هو سبيل الشقاء والخسران.
والإيمان يدل أيضًا على العلم الصحيح بحقيقة النفس الإنسانية وحقيقة الخلق من حولها من إنسان وحيوان ونبات وجماد.
وهذه المعاني تبين الطريق القويم في التعامل مع كافة أشكال الحياة وأنماطها كما بين الله جل وعلا في شرعه الذي فصله في كتابه وعلى لسان رسوله e؛ حيث بين حقوق الناس بعضهم على بعض وحقوق غيرهم من المخلوقات الأخرى كالجن والحيوان والملائكة، وما كان بيانه سبحانه وتعالى إلا دلالة على الحياة السعيدة التي تترامى أطرافها في هذا الكون الفسيح.
ومن ثم فإن المؤمن يتذوق حقًا لذاذة الحياة وطعمها ويتذوق حلاوة السعادة في أفعاله وأقواله وأحواله، وينشد الراحة والاطمئنان في صلاته وعبادته، وفي اجتنابه للمعاصي والسيئات، وفي طاعة والديه وخدمتهما وفي التعامل بالأخلاق الفاضلة مع الناس، وفي فقره وغناه وحضوره وسفره، وصحته وسقمه وهو وإن كان يجد عناء في مجاهدة نفسه على هذا الطريق، إلا أنه يعلم أن نتاجه يانع الثمار دائم اللذاذة والحلاوة.
الرضى بالقدر: ومن ثمار الإيمان بالله، الرضى بقضائه وقدره، لأن الرضى هو استسلام الذهن والنفس والجوارح لحكم الله في الخلق، فيستلزم استحسان الأقدار والصبر عليها، فيستوي بذلك في قلب المؤمن الفقر، والغنى والصحة والمرض، والموت، والحياة، وهو ما أخبر به النبي e حيث قال: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير: إن أصابته سراء، شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن» رواه مسلم.
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر  السعدي رحمه الله تعالى: فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له، تجده قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمرًا لم يقدر له، ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه، وربما زادت بهجته وسروره، وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب. الدنيوية إذا لم يؤت القناعة، كما تجد هذا الذي ليس عند عمل بمقتضى الإيمان: «إذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيوية: تجده في غاية التعاسة والشقاء»([4]) .
فالإيمان بالله والرضى بقدره، يهون المصائب ويمسح آثارها، ويولد في النفس الطمأنينة والثبات، ويجمع فكر المؤمن على مواجهة المخاوف والمشاكل بصبر و حكمة وثبات ويمكنه من تجاوز العقبات والنوازل دون إرهاق نفس أو تسخط أو توتر أعصاب، وهذا كله من أهم ما يفقده ضعفاء الإيمان بالله فهم وإن كانوا يواجهون الصعاب والمصائب بشجاعتهم الفطرية إلا أن مواجهتهم تكون مصحوبة بالضيق والتوتر، والتشتت والانزعاج وكلها أعراض للشقاء والنكد.
وخلاصة القول: أن الإيمان بالله والرضى بقدره، يحيى في نفس المؤمن طمأنينة تنفعه في سرائه وضرائه، فلا تجد إلا سعيدًا على كل حال.
وهذا يصدقه الواقع ويشهد له فقد ثبت لأطباء النفس بالتتبع والاستقراء أن الأمراض النفسية وأمراض الضغط والأعصاب إنما تفشو في عديمي الإيمان.
صلاح العمل
العمل الصالح: وهذه الوسيلة هي من لوازم الإيمان بالله، فإن حقيقة الإيمان تتجلى في العمل بما أمر الله سبحانه وتعالى من الفرائض والواجبات على الوجه الذي بينه في كتابه وعلى لسان نبيه e.
فإن القيام بالفرائض والواجبات، يقوي القلب ويكبح جموح النفس للشهوات والمحرمات، ويفوت على الشيطان الإغواء والإضلال، ويبعد المؤمن عن الاغترار بالدنيا ويجنبه الهوى والهلاك، فتتحقق بذلك سعادته وطمأنينته في الحياة، ولذلك قال الله جل وعلا }وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ{ وقال تعالى:}إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{.
فالمؤمن يستعين على اجتناب مكدرات طيب الحياة بالعمل الصالح، فإذا حقق الاستعانة على أحسن وجه، أعانه الله جل وعلا وأبعد عنه المنكر والفواحش فكان بذلك في مأمن من عواقبها التي تأتي بالعذاب النفسي والبدني، ولأن ثمرة العمل الصالح هي الأخلاق الحميدة التي هي أساس صلاح الدنيا والآخرة وهي أصل القوة العقلية والحكمة في التعامل مع المشاكل الشخصية ومشاكل الغير، فيتولد عن ذلك السرور والابتهاج والقدرة على دفع أسباب الهموم والقلق والحزن، ولذلك فقد شهد الله جل وعلا للمصلين بالفلاح المطلق في الدنيا والآخرة فقال تعالى: }قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{ والفلاح هو عنوان السعادة والراحة والاطمئنان.
ولذلك قيل إن علامات السعادة إحدى عشرة خصلة:
أولها: أن يكون زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة.
والثانية: أن تكون همته في العبادة وتلاوة القرآن.
والثالثة: قلة القول فيما لا يحتاج إليه.
والرابعة: أن يكون محافظًا على الصلوات الخمس.
والخامسة: أن يكون ورعًا فيما قل أو كثر من الحرام والشبهات.
والسادسة: أن تكون صحبته مع الصالحين.
والسابعة: أن يكون متواضعًا غير متكبر.
والثامنة: أن يكون سخيًا كريمًا.
والتاسعة: أن يكون رحيمًا بخلق الله تعالى.
والعاشرة: أن يكون نافعًا للخلق.
والحادية عشرة: أن يكون ذاكرًا للموت ([5]) .
واعلم أخي الكريم أن العمل الصالح لا يتحقق إلا بشرطين اثنين هما:
1- الإخلاص لله جل وعلا: وهذا يقتضي أن يقصد بالعمل وجه الله تعالى، من غير التفات إلى غيره من الخلق، ويدل عليه قوله جل وعلا:  }فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا{.
2- الاتباع: ومقتضاه أن يكون العمل موافقًا لما كان عليه رسول الله e، للحديث الصحيح «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
ثم إن تحقيق العمل الصالح على الوجه المذكور يحتاج إلى مجاهدة ومصابرة للنفس الأمارة بالسوء، فإنها ملازمة الميل إلى الشهوات التي هي سبيل الهم والشقاء، ولا يمكن للمؤمن أن يظفر بالراحة والسعادة ما لم يجاهد نفسه ويسعى في كبح جموحها.
والنفس راغبة إذا رغبتها



وإذا ترد إلى قليل تقنع

قال ابن القيم ا لجوزي رحمه الله تعالى، عن النفس: فإن فقرها إلى الشهوات هو الموجب لها التقاعد عن المرغوب المطلوب، وأيضًا فتقاعدها عن المطلوب بينهما موجب لفقرها إلى الشهوات، فكل منهما موجب للآخر وترك الأوامر أقوى لها من افتقارها إلى الشهوات، فإنه بحسب قيام العبد بالأمر تدفع عنه جيوش الشهوة، كما قال تعالى: }إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{ وقال تعالى: }إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا{ وإذا صارت النفس حرة طيبة مطمئنة غنية بما أغناها به مالكها وفاطرها من النور الذي وقع في القلب ففاض منه  إليها، استقامت بذلك الغنى على الأمر الموهوب وسلمت به عن الأمر المسخوط وبرئت من المراءة ومدار ذلك كله على الاستقامة باطنًا وظاهرًا، ولهذا كان الدين كله في قوله تعالى: }فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ{ وقال سبحانه: }إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ{ ([6]) .
وقال بعض السلف: ما زلت أسوق نفسي إلى الله وهي تبكي حتى انساقت إليه وهي تضحك.
فالاستقامة على دين الله بالأعمال الصالحة، يدفع الوساوس والهواجس ويوجب تأييد الله ومعيته و حفظه في السراء والضراء، ويكسب العبد قدرة وحكمة لمواجهة مصاعب الحياة وحوادثها. ويكون سببًا للثبات عند نزول المخاوف والأهوال.
وأما المفرط في دين الله فلا تجده إلا خائفًا بائسًا.
بذا قضى الله بين الخلق مذ خلقوا



أن المخاوف والإجرام في قرن

اجتناب أسباب الهموم
واجتناب أسباب الهموم يتطلب اجتناب ما يلي.
1- الفراغ: فإن الفراغ مدعاة لتذكر الهموم والأحزان، ومطية للعجز والاستسلام وللقلق والحيرة، ومتى اجتمعت في قلب الإنسان مصائب الدنيا وأكدارها وناسب ذلك فراغًا في حياته صار تعيسًا بئيسًا، مهموم النفس منهار الأعصاب، ينتابه الفزع ويصرعه الغم والحزن، ولربما أودى به الحال إلى الجنون المطلق أو المقطع وربما فكر في الانتحار!! ولذلك فإن إشغال النفس بما ينفعها من الأعمال، دواء مهم لصرف الهموم والأحزان وتجديد النشاط والحيوية في القلب والبدن.
وكم هي كثيرة مظاهر الفراغ في حياة الشباب في زماننا هذا، فإن المتأمل في أحوال كثير من الناس، يرى أن سبب قلقهم وفزعهم في الحياة، هو الفراغ القاتل الذي يعيشونه في ليلهم ونهارهم فلذلك تجتمع عليهم هموم الدنيا وأحوالها وتجد في القلب فسحة وفي الفكر مجالاً، ولم تزل بهم حتى تسقطهم في شباك الوساوس والأوهام وحبائل الحيرة والتردد والانزعاج، فلذلك فشت في مجتمعاتنا الأمراض التي لم تكن في الأمم الماضية، كالأمراض النفسية والعصبية وما ينتج عنها من علل مستعصية مزمنة كمرض السكر والضغط وغيرها من الأمراض الفتاكة.
ولو علم الناس ما في إشغال النفس بما يستثمر فراغها من الخير و الفضل لسارعوا إلى ذلك حرصًا على أعمارهم، ورغبة في إسعاد نفوسهم وزوال همومهم، لا سيما وأن الفراغ نعمة من النعم العظيمة، كما أخبر بذلك رسول الله e حيث قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»([7]) .
مرور الوقت نقص في الحياة


وجد الأمر خال من مزاج

فمن يغنم زمان العمر يضحى



مقيما في سرور وانشراح

والنفس البشرية إذا صرفت لشيء لم  تستطع أن تشتغل بغيره من الأمور مهما كان أمرها لأن الله جل وعلا- لم يجعل في جوف الإنسان قلبين وإنما هو قلب واحد كما قال تعالى: }وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه{ فدل ذلك على أن الاهتمام بالأعمال وصرف الوقت ومجاهدة النفس في العلم أو العمل يزيل كدر الحياة وهمومها، ويدفع الوساوس والخواطر الهالكة، ويشغل المرء عن التفكير في دواعي الهم ودوافع القلق.
2- الانزعاج بالأوهام والوساوس:
ومن مكدرات السعادة وأسباب الهموم، استسلام القلب للخواطر السيئة والأوهام المحزنة والوساوس المهلكة، لا سيما في زماننا هذا حيث كثرت دواعي القلق والخوف، وتوقع المصائب اليومية، وأصبح الإنسان صريع ما يسمعه يوميًا من وسائل الدعاية والإعلان من الأخبار الكاذبة.
والمؤمن هو من يستكين قلبه بحب الله وذكره، وتطمئن نفسه بحمد الله وشكره ويرضى بحاله وفعاله عن قضائه وقدره فلا تراه إلا ثابتًا هادئًا يعيش أيامه يومًا بيوم، ويرضى بما قسمه الله له من رزق قل أو كثر، ولا ينزعج بتوقعات وأخبار أهل الدعاية، ولا بوساوس نفسه الأمارة بالسوء.
فإن الله الذي رزقه وهو في رحم أمه من باب سرته، ثم فتح له بعد ولادته بابين لرضاعته، هو الذي يطعمه ويسقيه ويأويه ويكسيه في جميع حياته.
}وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا{ فكلما أصابتك أخي الكريم نوبة تفكير في شيء يحزنك أو يقلقك مما تخاف وقوعه أو فاتك نيله، فأشعل فكرك بما ينفعك أو اذكر الله وأكثر من شكره واستغفاره وتسبيحه وتهليله يقذف في قلبك الطمأنينة والسكينة }أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{.
3- الحزن على الماضي والاهتمام بالمستقبل:
فإن الماضي بالنسبة للإنسان في حكم العدم، لا يمكن له رده أو إرجاعه لذا فإن التفكر فيه والتحسر على فواته أو الحزن على أحداثه ووقائعه مدعاة للقلق والحزن ولا سبيل لدفعهما إلا بتجاوز الماضي بما فيه من أكدار وهموم، وإحياء الحاضر بصالح الأعمال.
ما مضى فات والمؤمل غيب



ولك الساعة التي أ نت فيها

إنما هذه الحياة متاع



فالجهول المغرور من يصطفيها

ولذلك قال رسول الله e: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل! فإن (لو) تفتح عمل الشيطان»([8]) .
فاللبيب هو من يكون ابن يومه، ويعيش لحظاته لحظة بلحظة، ويدع الأسى والحزن على ما مضى، ولا يشغل باله بالحسرات الخاليات.
قال الشاعر:
وليس براجع ما فات مني



بـ (لهف) ولا بـ (ليت) ولا (لو أني)

وقال آخر:
ليت شعري وأين مني (ليت)



إن (ليتًا) وإن (لوًا) عناء

تقوية النفس ومجاهدتها
وهذه الوسيلة تجعل الإنسان فقيها بحالة صراع نفسه مع أحداث الحياة ومجرياتها وتؤهله لمدافعة شرور النفس وشهواتها فيتجاوز بذلك أسباب الشقاء ويعمل على تحقيق سعادة ذاته ونفسه بحكمة وثبات، ولن يحقق له ذلك الفقه إلا إذا عرف حقيقة نفسه في صراع الحياة.
1- حقيقة النفس:
فالله – جل وعلا – خلق- بحكمته- النفس ميالة إلى الشر والفساد، وهذا من لوازم نقصها وظلمها فإن الإنسان جاهل ظالم بالضرورة كما قال تعالى: }وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا{.
ولذلك قال ابن القيم: سبحان الله ! في النفس كبر إبليس، وحسد قابيل، وعتو عاد وطغيان ثمود، وجرأة النمرود، واستطالة فرعون، وبغي قارون، ووقاحة هامان، وهوى بلعام، وحيل أصحاب السبت وتمرد الوليد، وجهل أبي جهل، وفيها من أخلاق البهائم: حرص الغراب، وشره الكلب ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل، وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع، غير أن الرياضة والمجاهدة تذهب ذلك فمن استرسل مع طبعه فهو من هذا الجند ([9]) .
وهذه الصفات التي ذكرها ابن القيم وغيرها، كلها أمراض تفتك بالإنسان، وتسبب له شتات الفكر وضيق الصدر، وتعجزه عن تجاوز أدنى المصائب اليومية لذلك كان فقه المجاهدة والمصابرة مطلبًا حثيثًا لنيل السعادة في الحياة.
2- فقه المجاهدة:
فمجاهدة النفس، وإتقان قيادتها للهدى والرشاد، هو سبيل التخلص من  إرادتها الفاسدة، وميولاتها السيئة وأمراضها الجالبة للتعاسة والشقاء قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{ فالهداية نتاج المجاهدة والمصابرة على الطاعة، وإنما تنال السعادة وتنكشف الهموم بتحقق الهداية واقتفاء آثارها كما قال تعالى: }فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى{.
فدلت هذه الآية على أن السعادة مع الهداية كما دلت الآية قبلها أن الهداية مع المجاهدة!!
فهل أدركت أخي الكريم أن مجاهدة النفس على الطاعات هي أوسع أبواب السعادة في الحياة؟
فإذا رمت السعادة فعلاً فتحمل مشاق الطاعة وأد الفرائض والواجبات، واجتنب ما نهاك الله عنه من المحرمات، واجتهد في الإكثار من القربات والخيرات.
3- الاستعانة بذكر الله تعالى:
وهذه الطاعة من أهم أبواب السعادة، وأسهلها وأيسرها على النفس والبدن، قال تعالى: }أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{.
وهل  اطمئنان القلب إلا راحة البال وسلامة البدن وصفاء الروح، ولذا فإن حياة العبد في الدنيا تكون بحسب قوة ذكره لله، فكلما كان أشد ذكرًا لله، كان أطيب حياة من غيره من الغافلين، قال e: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»([10]) .
وللذكر فوائد كثيرة تعود بالخير على الروح والبدن وتكون سببًا لانشراح الصدر وطيب النفس ورغد العيش، وقد بسطها ابن قيم الجوزية في كتاب الوابل الصيب من الكلم  الطيب، فليراجع فإنه من أنفس الكتب وأنفعها في نيل السعادة وتحقيقها.
4- التوكل  على الله والعزم في الأمور:
فالتوكل على الله والاستعانة به في كافة الأمور والحزم والعزم على ذلك يقوي القلب ويدفع النفس إلى الإقدام على مواجهة الحياة بصبر وعزيمة وثبات، لأن التوكل على الله هو أن تتخذ أسباب السعادة والنجاة ثم تكل النتائج إلى الله تعالى، وتوطن النفس على تقبل الأقدار بالرضى والانشراح والصبر فمن كان هذا حاله لم يعرف الشقاء إليه سبيلا لأن الله وعده بالكفاية، فقال: «ومن يتوكل على الله فهو حسبه».
قال سبحانه: }أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ{ فعلى قدر التوكل تكون الكفاية، فمن كان توكله تامًا كفاه الله كفاية تامة، ومن كان ناقصًا كانت كفايته ناقصة، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه وبالله التوفيق.
5- الدعاء والتضرع إلى الله تعالى:
والدعاء من أهم وسائل دفع الهموم وجلب السعادة فهو سلاح المؤمن وركنه الذي يأوي إليه لدفع الضر عن نفسه، فمن عجز عنه فهو أعجز الناس حقًا، كما أخبر بذلك رسول الله e حيث قال: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء»([11]) .
ومن الأدعية الدافعة للهموم، ما أخبر به النبي e: حيث قال: «ما أصاب عبدًا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحًا»([12]) .
وقال e: «دعاء المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»([13]) .

الخلق الحسن
1- الحلم والعفو:
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي: وفي قول النبي e: «لا يفرك مؤمن مؤمنة: إن كره منها خلقًا، رضي منها خلقًا آخر»([14]) . فائدتان عظيمتان:
إحداهما: الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب، والمعامل وكل من بينك وبينه علاقة واتصال وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه، فإذا وجدت ذلك، فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك أو ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة، بتذكر ما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة، والعامة وبهذا الإغضاء عن المساوئ وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال، وتتم الراحة وتحصل لك.
الفائدة الثانية: وهي زوال الهم والقلق وبقاء الصفاء والمداومة على القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة وحصول الراحة بين الطرفين، ومن لم يسترشد بهذا الذي ذكره النبي e بل عكس القضية فلاحظ المساوئ وعمى عن المحاسن؛ فلا بد أن يقلق ولا بد أن يتكدر ما بينه وبين من يتصل به من المحبة، وينقطع كثير من الحقوق التي على كل منهما المحافظة عليها.
وكثير من الناس ذوي الهمم العالية يوطنون أنفسهم عند وقوع الكوارث والمزعجات على الصبر والطمأنينة لكن عند الأمور التافهة البسيطة يقلقون ويكدر الصفاء، والسبب في هذا أنهم وطنوا نفوسهم عند الأمور الكبار وتركوها عند الأمور الصغار فضرتهم وأثرت في راحتهم ([15]) .
2- الرحمة بالخلق:
فإن الجزاء من جنس العمل، وأحق الناس برحمة الله أرحمهم بعباده، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور يدخله المسلم على المسلم، ولذلك فإن الإحسان إلى الخق من أبواب كشف الكربات وزوال الهموم قال تعالى:       }هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ{ ولذلك فقد أخبر الرسول e أن رحمة الله تحجب  عمن لا يرحم الخلق فقال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»([16]) .
ومن صور الرحمة بالخلق قضاء حوائج المسلمين وكشف كربهم والستر عنهم فإن ذلك وسيلة لتحقيق السعادة وكشف الغموم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي e قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»([17]) .
وفي الجملة فإن الرحمة بالخلق لا سيما الضعفاء منهم سبيل لانشراح النفس وطمأنينة القلب، فتلك فطرة وجبلة خلقها الله في قلوب الناس، فلا ترى المنفق المواسي للخلق بماله وما يملك إلا مبشور الوجه قرير العين، وهذا مشاهد ملاحظ في واقع الحياة لمن عاينه.
3- اجتناب الظلم:
فإن الظلم سبب لحلول النقم وزوال النعم لذلك فإنه قد ورد عليه وعيد شديد قال تعالى:}وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ{ فتجد الظالم فازعًا خائفًا ولو لم ينل منه المظلوم وما ذلك إلا لأن نفسه أمارة لوامة، فهي التي أمرته بالظلم وحرضته عليه، فلما ظلم تحول ما جناه وبالاً عليه، فعاش بين مطارق اللوم في نفسه يتعذب في أعماقه وجوفه وإن كان ظاهر حاله السعادة والانبساط.
بذا قضى الله بين الخلق مذ خلقوا



إن المخاوف والإجرام في قرن

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) »([18]) .
فالظالم لا يتذوق طعم السعادة إلا أن يتوب، فإذا كان ظلمه مقرونًا بحق آدمي وجب عليه رده وطلب عفوه فحينئذ يطرق باب السعادة والصفاء.
4- العفو والسماحة:
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – ومعنى حسن الخلق: «سلامة النفس نحو الأحمد من الأفعال، وقد يكون ذلك في ذات الله تعالى، وقد يكون فيما بين الناس وهو في المعاملات بين الناس أن يكون سمحًا بحقوقه لا يطالب غيره بها، ويوفي بما يجب لغيره عليه منها، فإن مرض فلم يُعد، أو سلم فلم يُرد عليه، أو خطب فلم يُزوج.. لم يَغضب ولم يُعاقب، ولم يتنكر من حاله، ويُقابل كلا منه بما هو أحسن وأفضل، وأقرب إلى البر والتقوى، وأشبه بما يحمد ويرضى»([19]) .
وهذه الخصال وإن كانت تعز على النفس من حيث فعلها والتحلي بها إلا أنها من أعظم ما تنال به راحة البال واستقرار النفس وانشراح الصدر؛ لأن صاحبها لا يعرف البغض ولا يوجد له عدو يشغله بالانتقام والحقد، ففؤاده كفؤاد الطير لينا ورقة، لذلك لا تراه إلا سعيدًا.
سلامة القلب والبدن
فصلاح الروح والبدن، متوقف على صلاح قلب الإنسان، ومن ثم كان اجتناب مفسدات القلب أمرًا مطلوبًا لتحقيق السعادة في الحياة، فما هي مفسدات القلب؟

مفسدات القلب:
فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول: «ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب»([20]) .
فمتى ما سلم القلب من مفسداته عاش حياة طيبة في الدنيا وظهر ذلك على أحوال صاحبه وجوارحه وفعاله وأقواله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة» وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات أقول: «إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب»!!.
وأما مفسدات القلب فهي: الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام، وقد ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه مدارج السالكين([21]) . ونوردها هنا بتصرف:
أولا: اجتناب كثرة الخلطة:
فأما ما تؤثره كثرة الخُلَطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود يوجب له تشتتًا وتفرقًا وهمًا وغمًا، وضعفًا، وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم فماذا يبقى منه والدار الآخرة؟
هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت من بلية وهل آفة الناس إلا الناس؟! والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة، ويعزلهم في الشر والمباحات. فإن اضطر إلى ذلك، فالحذر الحذر أن يوافقهم وليصبر على أذاهم.
ثانيًا: التمني:
وهو بحر لا ساحل له، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل إن المنى رأس أموال المفاليس، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره.
فأماني هذا إيمان ونور وحكمة وأماني أولئك خدع وغرور.
ثالثًا: التعلق بغير الله تعالى:
وهذا أعظم المفسدات على الإطلاق.
فليس على القلب أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل، بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل.

رابعًا: الطعام:
والمفسد للقلب من الطعام نوعان:
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات سواء كان محرمًا لحق الله كالميتة والخمر والخنزير، أو محرمًا لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب.
والثاني: ما يفسده بقدره، وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط فإنه يثقله عن الطاعات ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها وقوي عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها وفي الحديث المشهور: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»([22]) .
خامسًا: كثرة النوم:
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جدًا ومنه الضار غير النافع للبدن، وأنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه، وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولا سيما نوم العصر، والنوم أول النهار إلا لسهران.
2- المحافظة على الصحة:
ولأن البدن هو وسيلة العمل الصالح وأداته، فإن تقويته والحفاظ عليه، سبيل لتحقيق وسائل السعادة ولذلك أخبر الرسول e أن الصحة من أجل النعم وأنفعها وأن من ضيعها ولم يستثمرها في تحقيق سعادته في الدارين مغبون، فقال e: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ»([23]) .
ومن أهم القواعد في الحفاظ على الصحة:
- استعمال الرياضة قبل الأكل بمقدار وأقل ذلك المشي والسباحة.
- نم مبكرًا واستيقظ مبكرًا.
- لا تأكل حتى تجوع، فإدخال الطعام على الطعام داء قاتل.
- ابتعد عن تناول المصنعات والمعلبات والمحفوظات قدر المستطاع.
- لا تتهاون في نظافة الطعام، فالطعام الملوث سم لا غذاء.
- إذا شكوت من مرض فعالجه قبل استفحاله وإذا أمكن المعالجة والتداوي بالأشياء الطبيعية فلا تلجأ للكيماويات.
- النظافة في كل شيء من أسباب السعادة في الحياة.
- احرص على التقلب في الهواء النقي سواء في المسكن أو غيره.
3- إجمام النفس والترويح عنها:
والترويح عن النفس يجدد فيها الحيوية والنشاط، ويبذر فيها قابلية الاستعداد لمواجهة صعاب الحياة، ويكسبها الراحة التامة لمزاولة الأعمال.
فإن الملل طبيعة جبلت النفس عليها، فلا بد من تجاوزه، بأخذ قسط من الراحة، بإجمام النفس بالتفكر والانبساط فيما أحل الله من متع الدنيا من غير تفريط ولا إفراط.
فتحميل النفس ما لا تطيق تدمير لطاقتها وتعويق لاكتساب انشراحها وسعادتها وهذا من حقها الذي ينبغي مراعاته بين الحين والآخر، وهو من وسائل دفع الهم والحزن، وصرف النظر عن المخاوف، والاستعداد والتفرغ للمستقبل.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (كتبه أبو الحسن ابن الفقيه)





([1]) مدارك السالكين (1/429).
([2]) مجموع الفتاوى (1/247).
([3]) الأخلاق والسير (14-16) بتصرف.
([4]) الوسائل المفيدة للحياة السعيدة (8، 9).
([5]) تنبيه الغافلين (192).
([6]) طريق الهجرتين وباب السعادتين (72، 73).
([7]) رواه البخاري.
([8]) رواه مسلم.
([9]) الفوائد: 114.
([10]) رواه البخاري ومسلم.
([11]) رواه الطبراني والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع (1055).
([12]) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب (74).
([13]) حسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/959).
([14]) رواه مسلم.
([15]) الوسائل المفيدة للحياة السعيدة (22، 23).
([16]) رواه مسلم من حديث طويل.
([17]) رواه مسلم من حديث طويل.
([18]) رواه البخاري ومسلم.
([19]) شعب الإيمان للبيهقي (14/13).
([20]) رواه البخاري ومسلم.
([21]) مدارج السالكين (1/451-457)
([22]) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (5674).
([23]) رواه البخاري.